تعز.. تشكركم…

Thanks

همجية لا مثيل لها، بل وحشية لم تمر على تاريخنا اليمني، هذا أقل ما يمكنني قوله لوصف الأعمال الإجرامية التي تمارسها مليشيات الحوثي وعلي صالح التي تسعى لإحكام سيطرتها على المناطق الشمالية لليمن – الحدود السابقة للجهورية العربية اليمنية – كون المناطق الجنوبية المعروفة سابقاً باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية خاضعة لحكم قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

تعز التي لا تزال حتى يومنا هذا تتكبد الكثير من العناء جراء الاعتداءات اليومية والغير إنسانية، فها هي المحافظة الأكثر تمدناً وثقافة تتجرع العلقم نظير تمسكها بحلم الدولة المدنية الذي ينشده الكثير من أبناء اليمن، فقبل بداية الأحداث الدامية التي تشهدها محافظة تعز عملت السلطة المحلية على حث مليشيات الحوثي وصالح تجنيب هذه المحافظة الصراع وترك عملية بسط الأمن على القوى الأمنية المتواجدة فيها بعد عدة محاولات لاقتحام المحافظة من قبل تلك المليشيات التي جعلت من غبائها بوصلة لتوجيه أفعالها ضاربتاً عرض الحائط بكل تلك المحاولات، ومضت قُدماً بتنفيذ مخططاتها باقتحام محافظة تعز واستفزاز أبنائها ليجروهم إلى حرب غير متكافئة تستخدم فيها مليشيات الحوثي وصالح الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي نهبتها من معسكرات الجيش عند انقلابهم على… الشرعية مقابل الكلاشنكوف الذي تستخدمه المقاومة.

تعز اليوم ترزح تحت وطئت حصار جائر يمنع دخول المساعدات الإنسانية إليها وكذلك الدواء والغداء لتكون فيها الحياة أشبه بنضال سلمي للبقاء فأسواقها خالية على عروشها، ومستشفياتها مغلقة أمام ساكنيها، فمن لم يموت بالرصاص مات من الحصار، والأكثر حزناً عندما تسمع جملة “أصحاب تعز يستحقون ما يحصل لهم” هذه الجملة التي يباشرونك بها أبناء بعض المحافظات الشمالية الأخرى هي الأكثر حرقةً من وجهة نظري، وعندما أسألهم لماذا؟! يردون “هم من قاموا بثورة 2011 وهم من لم يقبلوا بتواجد الحوثي ويقولون أيضاً هو مجرد شعار فلتسمحوا لهم بتعليقه في المنشئات الحكومية وعلى النقاط العسكرية – ويقصدون بذلك شعار جماعة الحوثي (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)”، ولكني أقول لكل أخواني الذين يجعلون من هذا الرأي سبباً للاستهزاء بنا إنه عند قيامنا بثورة فبراير2011 كان هدفنا ولازال بدولة مدنية حديثة يتحقق فيها كل مقومات الحياة الكريمة دون أي تمييز لكل أبناء اليمن وليس لأبناء تعز فقط، عندما وقفنا في وجه الانقلابين أي أقصد مليشيا جماعة الحوثي وصالح لأننا نقبل بأن تحكمنا الدولة ولو بصميل، ولكن لا نقبل أن تحكمنا مليشيات خارجة عن القانون ولو بدبابة، فالأزمة يا أخوان ليست أزمة شعار يعلق وإنما أزمة وطن يستباح من قبل تلك المليشيات.

يا أبناء وطني يا من تباركون ما يحصل في تعز من قتل وتهجير وحصار تذكروا إن أبناء تعز أول من وقف في صف قضية صعدة والمتمثلة بقضية جماعة الحوثي وكانوا لها خير مناصر، وتذكروا أيضاً إن الأستاذ الذي علمكم والطبيب الذي عالجكم وكاتب النشيد الوطني وملحنه ومغنيه والدكتور الجامعي الذي يلقي كم المعارف إليكم وغيرهم – جلهم من أبناء تعز – جاءتكم تعز بإحسانها، فشكراً على سهام حقدكم…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *