الجزيرة الرأي و الرأي الواحد…

AlJazeera Logoدائما ما تبهرنا قناة الجزيرة بشعارها “الرأي والرأي الأخر” الذي يشعر المشاهد بالمهنية والموضوعية والتجرد والحياد في نقل الخبر، فقد استطاعت ومنذ نشأتها ومن خلال ذلك الشعار كسب المشاهد العربي والاجنبي كونها لا تعتبر مجرد قناة بل اصبحت شبكة اخبار عالمية, لديها امكانيات تقنية  وكادر مؤهل على أعلى المستويات يمكنانها من العمل  ونقل الاحداث المتسارعة في اصعب الظروف.

و في وقت سابق عرضت قناة الجزيرة فلمين استقصائيين الاول بعنوان “الطريق الى صنعاء” والذي تحدث عن تسلسل سقوط العاصمة اليمنية صنعاء و ما اسماه بمؤامرة مقتل العميد/ القشيبي, والاخر “مُخبر القاعدة” الذي بين دور الرئيس اليمني السابق/ علي عبدالله صالح وابن اخية/ عمار صالح – وكيل جهاز الامن القومي في دعم تنظيم القاعدة وتسهيل مهامهم،  فقد تمييز الفلمين بتصوير ومونتاج عالي الدقة مما يبين مقدار الاعداد المادي والتقني لهذين الفلمين والذي صادف عرضهما في اوقات متقاربة وفي زمن لانعرف مقصدة وفي معنيين متضادين مما يحصل الان باليمن.

فالأول ذم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حد وصفه بالمتآمر أو الخائن وذكر علي عبدالله صالح وعلي محسن بإشارات بسيطة, والاخر اشار بأصابع الاتهام مباشرة الى علي عبدالله صالح وابن اخية كونها الوحيدان المرتبطان بتسهيل هجمات القاعدة وتقديم الدعم لهم متناسيا ومتجاهلا اللواء/ علي محسن الاحمر الذي لا يخفى على اليمنيين انه الراعي الأول لتنظيم القاعدة في اليمن.

ومن باب التوضيح لتسلسل الاحداث في اليمن فنحن سنجد وجود تضليل  في الفيلم الاول “الطريق الى صنعاء” يخدم جماعه وسياسة ما أي ان جماعة الحوثي لم تبدا مسلسل انتشارها وتوسعها الحقيقي منذ عام 2011 في فتره الثورة الشبابية على – حد وصف الفيلم–  بل قد بدا ذلك منذ بداية 2014 عندما أعلن الجيش اليمني حربه على تنظيم القاعدة جنوب اليمن حيث كان هناك قيادات وشيوخ دين محسوبين على حزب التجمع اليمني للإصلاح يرفضون فكرة الحرب ضد الارهاب واصفين ذلك انها حرب عبثية تستنزف قدرات اليمن المالية والعسكرية في وقت نحن أحوج به إلا إعادة بناء الصف الوطني والاجتماعي للبلد بعيدين عن إثارة النعرات وافتعال الأزمات على حد قولهم.

فما كان الا من الشيخ/ حسين الاحمر احد قيادات حزب الاصلاح بافتعال حرب قبلية بمساندة أتباعه في دماج ومدعوما ببعض القبائل المناصرة له  ضد جماعة الحوثي سعيا منهم لجر الجيش إلى حرب أخرى وتشتيت الجهد العسكري الذي كانت تبذله وزارة الدفاع في حربها ضد تنظيم القاعدة في المناطق الجنوبية، وسرعان ما انقلب السحر على الساحر لتفرض جماعة الحوثي وجودها العسكري على مناطق دماج وسعي حزب الاصلاح على ايجاد اتفاق صلح خصوصا بعد فشلهم في اقناع وزارة الدفاع بضرورة اشراك الجيش في تلك الحرب.

وامتدت نيران تلك المعركة حتى وصلت الى عمران, لتبدا بعدها فصل جديد من الخيانات المتلاحقة التي لم تطل شخص بعينه انما طالت وطن بأكمله والتساؤلات التي نضعها ولم يجب عنها الفيلم أو يشير اليها أثناء عرضه لتسلسل الأحداث منها.

لماذا لم يقوم اللواء علي محسن بتقديم الدعم والاسناد العسكري للعميد/ حميد القشيببي من مخازن الفرقة الاولى مدرع التي كانت تحت سيطرة اللواء/ علي محسن؟

هل يريدون القول بأن علي محسن كان ينصاع لقرارات واوامر القيادة العليا للجيش؟! اذا كان صحيحاً، فلماذا لم يقم بتسليم مقر الفرقة الأولى مدرع عندما صدر قرار الرئيس/ عبدربه منصور هادي بإعفائه من منصبه قائدا للمنطقة الشمالية الغربية والفرقة الاولى مدرع وتعينه مستشاراً له؟!

أما بالنسبة للفيلم الثاني “الطريق إلى صنعاء” فأنا لا أنكر دور علي عبدالله صالح وابن اخيه عمار صالح وإنما كان من الأحرى أن يقوم الفيلم بعرض جميع المتورطين في هذه الخلية الارهابية كون المقابلة كانت مع أحد مخبري جهازي الامن السياسي والقومي – حد وصف الفيلم– الذي ربطته علاقات قوية مع قيادات تنظيم القاعدة في اليمن ومن هنا اطرح ايضا بعض التساؤلات تواردت إلى ذهني.

لماذا لم يتم الاشارة ولو من بعيد إلى اللواء/ علي محسن والمعروف انه الداعم الأول للجماعات الإرهابية والمتطرفة كما سبق وذكرنا، فهو ذات الشخص الذي لعب دور محوري بمعية عبدالمجيد الزنداني في استقطاب وتجنيد متطرفي تنظيم القاعدة اثناء حرب صيف 94 بالإضافة الى تسهيل مهام هذه الجماعات بإنشاء معسكراتها الخاصة واستخدامهم كذراع لحماية مصالحهم الخاصة؟!

لا اكتب هذا المقال للإشارة بأصابع الاتهام لأطراف واشخاص بل لدفع المجتمع اليمني للتساؤل وليس للانصياع لما يسمع ويشاهد فالحقيقة دائما غائبه ويجب ان نسعى لمعرفتها وليس كما يروج لنا من قبل بعض المؤسسات الاعلامية التي قد تكون محسوبة على جماعات واطراف سياسية معينة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *